السياسة الخارجية هي إحدى أهم فعاليات الدولة تعمل من خلالها لتنفيذ أهدافها في المجتمع الدولي، وتعتبر الدولة هي الوحدة الأساسية في المجتمع، وهي المؤهلة لممارسة السياسة الخارجية بما تملكه من مبدأ السيادة والإمكانيات المادية والعسكرية. ومن المعروف أن تركيا تحتل موقعا جغرافيا فريدا في العالم لا يكاد يدانيه أي موقع آخر، فهي تتوسط قارات العالم الثلاث: آسيا وأوروبا وأفريقيا، كما تتوسط في الوقت نفسه قلب المجال الجغرافي الذي يطلق عليه «أوراسيا»، والذي يعتبره كبار علماء الجغرافيا «قلب العالم»، وهى دولة قارية وبحرية في آن واحد، حيث تحدها ثماني دول مختلفة الهوية والتوجهات، كما تحدها المياه من ثلاث جهات، وتسيطر على ممرين مائيين مهمين، وتلك كلها مزايا إذا ما أحسن استغلالها، يمكن أن تجعل من تركيا دولة محورية على الصعيد الجيو سياسي، و الجيو استراتيجي. وهكذا تحاول تركيا وكغيرها من الدول تعزيز مكانتها والبروز على الساحة العالمية، حيث انتهجت تركيا منذ تأسيسها سياسة خارجية سلمية واقعية متجانسة تتماشى مع مبدأ السلام في الوطن والسلام في العالم تهدف إلى إقامة علاقات ودية مع كافة دول العالم وفي مقدمتها جازتها والتعاون الدولي وحل الخلافات بالطرق السلمية، والإسهام في السلام والاستقرار على المستوى الإقليمي والعالمي. تعد السياسة الخارجية التركية مدرسة متميزة، وهي تقوم بدور يشبه دور الإطفائي، حيث تسارع في الانخراط في مشكلات دول الجوار بهدف تحقيق الأمن القومي التركي والمصلحة الوطنية التركية، في هذا المحور سنتطرق إلى إعطاء مفهوم للسياسة الخارجية خطوات بنائها و السياسة الخارجية و دورها في العلاقات الدولية.