Description:
إن الاتصال يعد وسيلة يستخدمها الإنسان لتنظيم واستقرار وتعبير حياته الاجتماعية ونقل أشكالها وعناها من جيل إلى جيل عن طريق التعبير والتسجيل والتصميم ولا يمكن لجماعة أو منظمة أن تنشأ وتستمر دون اتصال يجري بين أعضائها ومن الأسس العلمية المسلم بصحتها أن تقبل فكرة جديدة لا يحدث فجأة ولا يتحقق على دفعة واحدة وإنما ستغرق ذلك من الشخص وقتا طويلا ويم على خطوات أو مراحل متعددة والشخص الذي يقوم بعملية الاتصال غالبا ما يمر بمراحل وقد يطول أو يقصر الوقت الذي يقضه الشخص في كل مرحلة طبقا لظروفه الخاصة، أما في التربية البدنية والرياضية فإن الاتصال يعد من الطرق الأساسية لدرس التربية البدنية والرياضية.
فعملية الاتصال البيداغوجي بين الأستاذ والتلميذ في حصة التربية البدنية والرياضية و"نمط الأستاذ في الاتصال يسعى من خلاله إلى تحقيق هدف عام وهو التأثير في المستقبل حتى يتحقق المشاركة في الخبرة مع المرسل وقد يصب هذا التأثير على أفكاره لتعديلها وتغيرها أو على اتجاهاته أو على مهاراته"
، أن مهنة تدريس مادة التربية البدنية والرياضية ليست بالأمر السهل أو البسيط كما يعتقد البعض بل هي مهنة تتطلب جهدا إضافيا من طرف الأستاذ لكونه يحتك بصفة مباشرة مع تلاميذه المختلفون المواهب البدنية القدرات العقلية والحركية لهذا السبب يكون الأستاذ مضطر لأن يتعامل مع جميع الحالات السابقة ويتكيف معها بغض النظر على الفروق الفردية، حتى يتسنى له تحقيق الأهداف المنتظرة منه أثناء ممارسة مهنته، فيعتبر الأستاذ الموصل الأساسي والباحث الحقيقي لهذه العلاقة كما هي الحال لدى أستاذ التربية البدنية والرياضية حيث دوره مرتبطا بنجاح عملية الاتصال أي إيصال المعلومات بطريقة سليمة للتلميذ.
لذلك فإن تدريس التربية البدنية والرياضية يعتبر عملية تربوية يتعاون فيها كل من الأستاذ والتلميذ لتحقيق ما يسمى بالأهداف التربوية، وهو – أي التدريس – عملية اجتماعية تتفاعل وكافة الأطراف التي تهمها العملية التربوية لغرض نمو المتعلمين والاستجابة لرغبتهم وخصائصهم واختيار المعارف والمبادئ والأنشطة التي تتناسب معهم وتنسجم في نفس الوقت مع روح العصر ومتطلبات الحياة الاجتماعية.
ينظر إلى الحركة في المجال الإنساني كتفاعل للنواحي النفسية والفيزيولوجية والعصبية كعمليات داخلية بالإضافة إلى النواحي أو المظهر الخارجي للحركة المتمثل في النواحي الديناميكية والإستاتيكية، ومعرفة الحركة ودراستها أمر ضروري لكل العاملين في المجال التربوي عامة ومجال التربية البدنية والرياضية خاصة وعلى ذلك يرى ماينل: "إن دراسة الحركة يجب أن لا تتوقف عند الناحية النظرية فقط، بل يجب أن تتعدى ذلك إلى الممارسة العملية لها الخطوة الأولى نحو التعلم الصحيح من خلال ما تقدمه للطالب من بيانات حسية والتي تشكل أفق مدركاته وبها يعرف ما يتصل بنفسه وجسمه وعن طريقها ينمي الفرد لياقته ومفاهيمه وقيمة على المستوى الحركي أساسا وأيضا على المستوى الانفعالي والمعرفي والاجتماعي" .
يعرف الأداء الحركي على أنه انعكاس لقدرات ودوافع كل فرد لأفضل سلوك ممكن نتيجة لتأثيرات متبادلة القوى الداخلية. غالبا ما يؤدي بصورة فردية وهو نشاط وهو مقياس الذي تقاس به نتائج المتعلم عن طريق الحركة.
المرحلة العمرية التي يمر بها تلاميذ لأقسام النهائية مرحلة حرجة في حياة الإنسان ألا وهي مرحلة المراهقة، والتي تمثل مرحلة من المراحل الأساسية في حياة الإنسان وأصعبها لكونها تشمل على عدة تغيرات عقلية وجسمية، إذ تنفرد بخاصية النمو السريع غير المنظم، وقلة التوافق العضلي العصبي بالإضافة إلى النمو الانفعالي والتخيل، حيث وصفها "ستانلي هول" أنها فترة عواصف وتوتر وشدة وتكتنفها الأوهام النفسية، وتسودها المعاناة والإحباط والصراع والقلق والمشكلات وصعوبة التوافق. فالمراهقة هي عملية الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب، وتتميز بأنها فترة بالغة التعقيد لما تحمله من تغيرات عضوية ونفسية وذهنية تجعل من الطفل كامل النمو، وعلاقة الأستاذ بالتلميذ تلعب دورا أساسيا في بناء شخصية المراهق.
وعليه ومن خلال تعدد التيارات التي تطرقت لمهارات الاتصال والأداء الحركي والتي أعطت كل واحد منها تعريفا خاصا، إلا أنها تبقى متداخلة ومتكاملة فيما بينها. أما "هومبورجر" فيميز مرحلة المراهقة بأنها فترة ارتباك بالنسبة للنواحي الحركية، كما يرى "ميكلمان ونويهارس" في هذه الفترة أنها فترة الاضطراب والفوضى الحركية، إذ أنها تحمل في طياتها بعض الاضطرابات التي تمتد إلى فترة معينة بالنسبة للنواحي النوعية للنمو الحركي.