Description:
اھتم الإنسان منذ القدیم بكل من جسمھ وصحتھ وشكلھ ولیاقتھ البدنیة كما تعرف من خلال ثقافاتھ
المختلفة على الفوائد والمنافع التي تعود علیھ من جراء ممارسة الأنشطة البدنیة التي اتخذت أشكالا
اجتماعیة كاللعب، والرقص والتمرینات البدنیة، والتدریب البدني كما أدرك أن المنافع الناتجة عن
ممارسة ھذه الأشكال من الأنشطة لم تتوقف على الجانب البدني والصحي فحسب وإنما تعرف على
الآثار الإیجابیة النافعة لھا وعلى الجوانب النفسیة والاجتماعیة، والجوانب العقلیة والمعرفیة، والجوانب
الحركیة المھاریة، والجوانب الجمالیة الفنیة، وھي جوانب في مجملھا تشكل شخصیة الفرد تشكیلا شاملا
متناسقا ومتكاملا، ولقد أشارت بعض النصوص القدیمة إلى أھمیة النشاط البدني على المستوى القومي
ما ذكره ''سقراط'' مفكر الإغریق وأبو الفلسفة عندما كتب: " على المواطن أن یمارس التمرینات البدنیة
للحفاظ على لیاقتھ البدنیة كمواطن صالح یخدم شعبھ ویستجیب لنداء الوطن إذا دعي الداعي".
وأما المفكر "شیللر" في رسالتھ"جمالیات التربیة" أن الإنسان یكون إنسانا فقط عندما یلعب.
وأما المفكر "رید " یعتقد أن التربیة البدنیة تمدنا بتھذیب الإرادة ویقول :"أنھ لا یأسف
على الوقت الذي یخصص للألعاب في مدارسنا، بل على النقیض من ذلك، فإنھ ھو الوقت
الوحید الذي یمضي على أحسن وجھ.
وأما المربي الألماني " جوتس موتس "یذكر أن الناس تلعب من أجل أن یتعارفوا وینشطوا أنفسھم". 1
أما في الوقت الحاضر أصبحت التربیة البدنیة والریاضیة مادة مبرمجة تدرس في المدارس
والمؤسسات التعلیمیة، وھذا لأن أول اتصال للطفل ھو المدرسة فھناك یمارس عدة أنشطة مختلفة للتربیة
البدنیة والریاضیة، وحتى أنھ یشارك من خلال ھذه الأنشطة في عدة منافسات مدرسیة تقام بصفة نظامیة
وبصفة ھادفة ومنتظمة، ولكن لكي یحقق التلمیذ مستویات جیدة وتكون لدیھ الرغبة في ممارسة الأنشطة
الریاضیة المقررة في حصة التربیة البدنیة والریاضیة، اِرتأینا أن تكون ھناك رؤیة عن حجم المعوقات
التي تحول دون ممارسة التربیة البدنیة والریاضیة وھذا داخل المؤسسات التربویة، وأن نتطرق لدراسة
بعض الدوافع التي تدفع التلمیذ على ممارسة التربیة البدنیة داخل المؤسسات التربویة ومن ھنا كان لنا
التساؤل التالي:
-ھل ھناك معیقات لھا أثارھا السلبیة على دافعیة وإقبال التلامیذ على ممارسة التربیة
البدنیة والریاضیة ؟